الورود التي تحولت إلى اللون الأحمر – قصة قصيرة
يقف الضابط و يقول لجنوده :
توقفوا هنا من أجل أخذ قسطا من الراحة ..!!
يرتمي جميع الجنود على الأرض و علامات التعب ظاهرة عليهم .
يلتفت الضابط و يشاهد المنطقة و من ثم يصرخ عاليا بأعلى صوته قائلا :
من فيكم مختص و يفهم بالزراعة ..؟؟
وجه جميع الجنود أنظارهم إلى الضابط الذي يقودهم و هم متعجبين من السؤال الذي طرحه ..!!
و من ثم عاد الضابط للقول مرة أخرى :
من فيكم مختص و يفهم بالزراعة ..؟؟
فرد أحد الجنود على الضابط قائلا :
أنا سيدي .
فتقدم الضابط نحو الجندي الذي أجاب على سؤاله و قال له :
قم و تعال معي ..!!
فقام الجندي الذي كان يجلس على الأرض و سار خلف الضابط حتى توقف الضابط و رفع يده مشيرا إلى مكان معين و قال :
ما هذه الورود البيضاء هناك ..؟؟
فوجه الجندي أنظاره و من ثم قال :
سيدي إنها ورود مائية حيث هناك نوع من الورود تعيش و تنمو في البرك و المستنقعات المائية مثل هذه الورود الموجودة هنا .
فرد الضابط قائلا :
جيد أنك أخبرتني و عد الآن لمكانك .
بعد سماع الجندي كلام الضابط توجه للعودة لمكانه .
مرت عدة دقائق و من ثم التفت الضابط إلى جنوده و قال لهم :
هيا استعدوا سوف نعود للسير .
و بعد انتهاء كلامه سمع دوي الرصاص فنظر الضابط إلى جنوده و قال لهم :
ارتموا على الأرض و عودوا للوراء أنه العدو .
فقام الجنود بتنفيذ كلام الضابط على الفور و إذ يصاب الضابط عدة رصاصات في جسده و يرتمي على الأرض لأنه كان يقف في مكان مرتفع و من السهل توجيه الرصاصات إليه و تدحرج جسد الضابط من الأعلى إلى الأسفل إمام أنظار جنوده الذين ترجعوا بسبب الأمر الذي تلقوه .
و بدأت المعركة و أصبح الرصاص ينهمر كالمطر و الجنود يحاربون لمدة أربعة أيام من دون توقف أو تراجع حتى توقف إطلاق الرصاص و علم الجنود بأن الجنود الذي يحاربونهم في الجهة الأخرى إما إنهم خسروا أو تراجعوا تاركين المنطقة لهم .
فقام أحد الجنود بعد انتهاء المعركة و قال :
دعونا نعثر على الضابط فقد يكون ما زال حيا حتى هذه اللحظة ..؟؟
و تقدم عدة جنود ليشكوا مجموعة و توجهوا نحو المكان الذي أصيب به الضابط لكي يعثروا عليه و إذ أحدهم يقول لمن معه :
أنه هناك مرتميا على الأرض بقرب الورود ..!!
نزل الجنود مسرعين نحو الضابط و كان معهم الجندي الذي سأله الضابط فيما مضى عن الورود و إذ وجدو الضابط ميتا .
فنظر الجنود إلى عدة ورود و كان لونها أحمر و كذلك لون البركة فقال الجندي المختص بالزراعة و الدموع تنهمر من عينيه :
لقد كانت هذه الورود بيضاء و لكن دماء الضابط غمرت البركة و ارتوت هذه الورود من دماء الضابط و لهذا أصبحت حمراء اللون و ازدادت جمالا .
فقال أحد الجنود :
لقد قدم الضابط دماءه لهذه الورود لكي ترتوي و لكي تبقى ذكراه في قلوبنا إلى الأبد.